وكالة الحوزة - المؤتمرُ الذي شهد مشاركةً ومتابعةً واسعة من ۱۴ دولةً عربيّةً وأجنبيّة فضلاً عن العراق، افتُتِح بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، ثمّ الاستماع للنشيد الوطنيّ العراقيّ وأنشودة العتبة العبّاسية المقدّسة (لحن الإباء)، أعقبت ذلك كلمةٌ للمتولّي الشرعيّ السيد أحمد الصافي.
وفيما يلي بعض النقاط التي جاءت في كلمة ممثل المرجع السيستاني السيد أحمد الصافي:
-أؤكّد على ضرورة الاطّلاع على مناهج المعرفة بصورةٍ عامّة، ودراسة هذه المناهج التي وُضعتْ سواءً كانت المناهج العقليّة أو المناهج الاستقرائيّة أو المناهج التجريبيّة أو المناهج الرياضيّة.
-أنّ هناك حراكاً إنسانيّاً مستمرّاً لحاجة الإنسان الى أن يعلم ويعرف ويتعلّم، فكان لابُدّ لهذا التطوّر أن يفرز بعض نتائج هذا الفكر، والواقع أنّ هذه الدراسة ومنها مسألة الاطّلاع على المناهج، تجعل الخطوة سهلةً عندما نضع قواعد تأصيليّة جديدة، أو تحديث القديم بشكلٍ يتلاءم مع لغة العصر، مع ملاحظة الجانب التحليليّ لكلّ منهج، على أن يأخذ الترتيب الزمنيّ حيزًا مهمًّا من الجانب التحليليّ.
-أنّ المراحل التاريخيّة لها تأثيرٌ مهمّ في تطوّر المناهج المعرفيّة، بشرط أن يكون الباحث الكريم على حذرٍ شديد جدّاً في فرز الأفكار والرؤى التي أنتجها التاريخ، وهذه الأفكار والرؤى التي أنتجها التاريخ سبب الحذر منها واقعاً هو الخوف من الوقوع في فخّ ما نُسمّيه سلطويّة الأفكار، أو قُلْ أفكار السلطة، يعني التأثير السلبيّ على حريّة الفكر؛ بسبب الإرهاب السلطويّ وإظهار هذا الجانب بمظهرٍ علميّ وهو بعيدٌ عن ذلك.
-لابُدّ أن نلتفت الى قضيّة وهي أنّ هذه المناهج لابُدّ أن نرصد الأثر المترتّب عليها، ونعني بذلك الفائدة هي ليست مجرّد التغيير من أجل التغيير وإنّما لابُدّ أن يكون التغيير من أجل التطوير، وبعض المناهج قد تكون قديمة لكنّها ركّزت على نقاط تفتح مجالاً كبيراً للأخ الباحث، وتثير فيه نزعة الاهتمام والتفتيش والبحث، ويتحمّل هو نتيجة ما يفعل ونتيجة ما يبحث.
– يُمكن جعل توليفةٍ من مجموعة مناهج ونخرج برؤيةٍ أخرى، وإن كانت هذه الرؤية هي متّكئة على الموروث، وطبعاً الموروث مهمٌّ جدّاً، يعني ألّا نفصل أنفسنا عن الموروث في بعض الحالات، الموروث موجود لكن المشكلة أنّنا لم نعمل به، وهذه نقطةٌ في غاية الأهمّية.
-أعتقد أنّ قطع أواصر العلاقة بالموروث، بالقديم، بالحضارة، عملٌ خطرٌ جدّاً، لأنّه سيجعلنا معلّقين أو منفصلين عن المسار التكامليّ الطبيعيّ للحضارة، فالأخيرة عمليّةٌ تطويريّة، وعندما نقرأ الماضي قد نجد واقعاً أنّ هناك أفكاراً سبق فيها المفكّرون والعلماءُ أقرانهم، بل حتّى في هذا العصر، الكثير لم يستطيعوا اللّحاق بأولئك الأقدمين لبراعتهم ودقّة أفكارهم.
رمز الخبر: 361706
٢٣ أكتوبر ٢٠٢٠ - ١٠:٣١
- الطباعة
وكالة الحوزة - تحت شعار “نلتقي في رحاب العميد لنرتقي” وبعنوان “المناهج التعليميّة والبحثيّة.. التأصيل والتحليل والتأهيل”، أطلق مركزُ العميد الدوليّ للبحوث والدّراسات التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية النسخة الخامسة من مؤتمر العميد العلميّ الدوليّ بالتعاون مع جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة وجامعتي الكفيل والعميد، وسيستمرّ لمدة ثلاثة أيام عبر المنصّة الافتراضيّة (zoom).